الحب..ما هو أحلى حب في المجتمع؟؟؟؟

البخيل بيننا من لا يصلي عليه..عليك الصلاة و السلام يا حبيبي

-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-

بسرعة و بدون مقدمات

الحب في المجتمع

ما هو الحب؟؟؟

هل هو العاطفة التي تأتي بعد الزواج؟؟

أو العاطغة التي يجب أن يكون أحد مراحلها الزواج؟؟

ما نراه اليوم في المجتمع، هل يمت لصلة بالحب ؟؟؟

ما نراه بين الأزواج ، و ألاباء و الأمهات و أطفالهم، بين الأصدقاء، بين الجيران؟؟؟؟

هل نشعر بحبنا لذواتنا؟

هل نستشعر حب الله لنا؟

كلنا نقول "نحن نحب الله؟"



كيف لفتاة تبقى متواصلة مع حبيبها الخيالي 24 ساعة على الفيسبوك أن تقول أنها تحب الله؟

كيف لرجل يصلي في الصف الأول خلف الإمام و لا يهمل فريضة الصلاة ، و يهمل حقوق أولاده و رعايتهم، و يقول بملء فيه "أنا أحب الله؟؟"

جلبت المثالين الأكثر شعبية و الأكثر عرفا بين الناس

و لماذا ربطت موضوع محبة الله ، بموضوع الحب في مجتمعنا؟

لأن حب الله هو الحب الأطهر و الأنقى و الأروع و المريح

نعم، مريح

كل ما عليك فعله و أنت تحب الله، أن تستذكر كل النعم التي أعطاها لك بدون مقابل، فتشكره و تحمده عليها و لا تشرك معه أحدا في ذلك

بعض الناس يعتقدون عندما نقول كلمة "الشرك بالله.." الكفر، أو عبادة الأصنام

الشرك بالله في عصرنا الحالي، هو أن تعزو لغيرك الفضل فيما أنت فيه

مثلا، أب يذهب لشكر الأستاذ على مساعدته لابنه لتحقيق النجاح

بينما المفروض أن يتوجه بالشكر أولا لله سبحانه و تعالى لأن له الفضل في هداية ابنه للنجاح، ثم يأتي دور الأستاذ

-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-

طيب، ما هي النعم التي ينبغي أن نشكر الله عليها ؟

سؤال كلنا نطرحه عندنا نشعر بالضيق أو الحزن ، أو عندما نكون في عسر

الشكر أولا على نعمة الوجود..يعني ، ماذا كنت ستكون لو لم يوجدك الله؟

ثانيا، الشكر على نعمة الإسلام، تخيل لو أنك كتابي، بوذي، ملحد، فرد من قبائل المايا ...

خلقك الله في بيت مسلم،من أبوين مسلمين، أليست هذه نعمة؟ أن تكون مسلما من أمة محمد صلى الله عليه و سلم؟

ثالث نعمة، الوالدين، كم من طفل ولد و هو لا يعرف من أمه و من أبوه، و منهم من لايعرف كليهما

الوالدين الذين اختارهما لك الله ليكونا سببا في وجودك و حياتك، الأم بتعبها و انت في بطنها و يا ليت التعب يتوقف عند خروجك إلى الحياة، وجودك من أول لحظة، صار همها الوحيد

و الأب أيضا، ليتك تعرف فرحته و هو يحملك وليدا بين ذراعيه و يرى فيك استمرارا له ، ويرى فيك أشباء لم يحققها هو و ستحققها أنت له

رابع نعمة، الصحة و العافية...انت كامل الخلق، لديك عينين و اذنين و أنف و فم و لسان و رئتين و قلب وكليتين و كبد و ذراعين و رجلين و تتكلم و تعقل

ماذا يقول من حٌرِم إحدى هذه النعم؟ أو حرم منها كلها؟؟؟

أربع نعم هامة، إذا شكرت الله عليها و حمدته ليل نهار، لن توفيه ذلك، و لكنه يحب من عباده الشاكرين الحامدين، و ذلك سبب زيادة محبته لهم

كم من فقير محروم سمعناه يحمد الله و هو لا يملك قوت يومه، فهو عند الله في مرتبة محمودة

و كم من غني أنعم الله عليه بشتى أنواع خيرات الدنيا، و لا نسمع منه سوى السخط و الغضب

هكذا نحن...

-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-

الحب يا جماعة... الحب

..

..

..

..

ليس ذلك الكلام الرومانسي الذي غذتنا به الأفلام و الأغاني

الحب..هو الله...الحب الكامل..الأولى بالمحبة ، لأنك اذا استشعرت حبه لك ، و حمدته و بادلته الحب بحب، سيفعل معك أشياء، لم تتخيل أبدا أنها ستكون

فمن محبته لك، أنه حبب إليك الدين و التقوى

و من محبته لك، أنك خُلقت في أمة الإسلام، لم تتعذب و لم يتعذب والداك و هما يعلنان اسلامهما

لقد خُلقت و الإسلام جزء من الحياة، تخيل لو أنك ولدت في الزمن الذي كان فيه الإسلام غريبا و رايت أباك و أمك يعذبهما أبو جهل ؟؟؟

أليست من رحمة الله بك و محبته لك، أنه خلقك و الإسلام منتشر في كل أرجاء الكون؟؟؟

من محبته لك، أنه خلق لنا رمضان ، شهر للذكر و القرآن، حيث نشحن طاقتنا الإيمانية و الروحية لسنة كاملة

و من صامه إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

من محبته لك، أنه جعل الحسنة بعشر أمثالها، و جعل السيئة بواحدة مثلها

من محبته لك أنه جعل إماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان و إن كانت الأخيرة ولكنها عند الله من الإيمان

من محبته لك أيضا، أنه جعلك كلما التقيت بصاحبك بوجه مبتسم و سلمت عليه و صافحته جعل ذنوب كل واحد منكما تتناثر كما تتناثر أوراق الشجر

من محبته لك ، أنه جعل عيناك تفيض بالدمع من خشيته، بعض الناس جفت عيونهم من الدموع و قست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة

أَ وَ ليس الله الأولى و الأجدر بالمحبة؟؟؟

و علامة حبنا لله ، طاعته، فعل ما يحبه و ترك ما يكرهه

النفس مجبولة على محبة ما يحب الحبيب و كره ما يكرهه الحبيب

فكيف إذا كان هذا الحبيب المولى عز و جل؟؟؟

إذا وقعت ذات يوم في الاختيار بين أمر زائل و الله، و اخترت الله على ذلك النعيم، تأكد أن الله سيحبك أكثر

و سيحول أسفك على فوات ذلك النعيم راحة و فرحة، لأنك اخترته على شيء تحبه

فسيعطيك أضعاف ما أحببت

مثلا

أنت تحب فتاة، و تصلي الفجر، تتصل الفتاة بك وقت الفجر، فماذا تختار : صلاة الفجر أو الفتاة؟؟

طبعا صلاة الفجر، الفتاة تنتظر، و إن غضبت، الله يسهل عليها

الله، لأنك اخترته، سيعطيك راحة نفسية تنسيك فقدك لهاته الفتاة، بل و قد يعطيك ما هو أفضل منها

مثال آخر

شاب تواعد هو و فتاة، و في آخر لحظة، طلب منه أبواه مرافقتهم في السفر

فوقع في حيرة من أمره، "الفتاة أو أهلي؟؟"

فاختار في آخر المطاف أهله، و اعتذر للفتاة

طبعا، لتعلقه بها، اعتقد أنه سيخسرها ، لكن الله، أعطاه خيرا من ذلك

سكينة و طمأنينة، رضي عنه لأنه أرضى والديه، فرضى الله من رضى الوالدين

و عوضه خيرا منها ..زوجة صالحة، تصونه و ترعاه و ترعى أمور والديه

تذكروا دوما أن "من ترك شيئا لوجه الله ابتغاء مرضاة الله، عوضه الله خيرا منه..."

اللهم اجعلنا ممن يبتغون وجهك و رضاك، تهون كل الأشياء ، و لا تهون محبة الله

و تـُعـَوض كل الأشياء، ولا تـُعوَض محبة الله

لذلك "ما عند الله ، خير و أبقى..."

-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-

يا ليت هذا الموضوع كان موجها لفئة الناس الغافلين عن هذه الحقيقة

أعرف أن أحبابي من منتدى راقية العلم مدركون لحقيقة محبة الله

لكن تمنيت لو نتعاون جميعا، و نتحدث لكل الناس عن هذه الحقيقة الجميلة

لأننا فعلا، بحاجة للراحة و السكينة، و حب الله كله سكينة و طمأنينة

كما قال أخونا " لكل حب اوجاعه، إلا محبة الله، فلها حلاوتها..."

من يرضى لنفسه العيش في أوجاع دائمة من حب البشر و انكسار قلبه بينهم، مريض، نسأل الله له الشفاء العاجل

-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-

جعلني الله و إياكم من المتحابين في الله الذين يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله

و جعلني و إياكم من المتحابين في جلاله و من الذين يجزون بأحسن ما كانوا يعملون

ومن الذين سبقت لهم من ربهم الحسنى

و هم عن النار مبعدون

آمين

و صلى الله على حبيبنا محمد وعلى آله و صحبه و سلم عليهم تسليما كثيرا