تفسير اية الكرسي
من معاني اية الكرسي العظيمة:
الله: لفظ الجلالة جمع معاني الالوهية التي لا يستحقها الا هو فعبادة غير الله باطلة و هو جل و علا صاحب الحياة الكاملة في السمع و البصر و القدرة و الارادة و غيرها من الصفات الحميدة.
القيوم: الذي قام بنفسه و استغنى عن جميع خلقه و قامت به جميع الموجودات فهو الذي اوجدها و ابقاها و امدها بجميع ما تحتاج اليه في وجودها و بقائها.
لا تأخده سنة ولا نوم: السنة تعني النعاس في العين و ما النوم فهو الاسترخاء و الثقل الذي يصل الى القلب فيزول معه الدهن , فالسنة و النوم انما يعرضان للمخلوق الناقص الذي يعتريه الضعف و العجز و يحتاج للراحة و الاستجمام اما صاحب القوة الكاملة و القيومية التامة فلا يعرضان له.
له ما في السماوات و ما في الأرض: فالكل عبيده و الجميع ملكه لا يخرج أحد منهم عن ذلك.
من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه: فمن تمام ملكه و من عظمة سلطانه و من جلال أمره انه لا يتجرأ أي مخلوق على ان يشفع لاحد إلا بإذنه و رضاه عن الشافع و المشفع فيه و إذن منه في الشفاعة فكل وجيه و شفيع من عبيده لا يشفع إلا بإذنه.
يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء: فعلمه المحيط الواسع و اطلاعه على شؤون خلقه و علمه بماضيهم و حاضرهم و مستقبلهم لا يحتاج معه ألى الوسطاء و الشفعاء في أمر خلفه إلا في حالة هو يرضاها فيأذن فيها إكراما للشافع و رحمة للمشفوع له.
ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء: أما خلقه العلوي و السفلي فلا يحيطون بقليل او بكثير من علم الله تعالى و معلوماته إلا أن تقتضي حكمه تعالى إطلاعهم على شيء مما ينفعهم من معاشهم و معادهم من الأمور الشرعية و الأمور القدرية و هو نسبة ضئيلة قليلة في جانب علم الله الواسع و إحاطته الشاملة و لذا قالت الملائكة (سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا) البقرة32.
وسع كرسيه السموات و الأرض: مما يدل على ملكه الواسع و جلاله العطيم و سلطانه القويم و احاطته الكاملة و قدرته التامة و إرادته النافذة و انه الحافظ للسموات و من فيها بالاسباب القوية و النظام المحكم و الترتيب العجيب.
وهو العلي: بذاته على جميع مخلوقاته و العلي بعظمته و صفاته و العلي بقهره لمخلوقاته فقد عنت له الوجوه و خضعت له الرقاب و ذلت له الصعاب و دانت له الموجودات سبحانه ما أعظم شأنه.
العظيم: الجامع لصفات العظمة و الكبرياء و المجد و البهاء فهو المحبوب المعظم الكريم الممجد.
فاية اشتملت على هذه المعاني الجليلة و الصفات الإلهية الحميدة و المعارف الربانية العظيمة لهي أعظم اية في كتاب الله فالكلام يشرف و بعظم بشرف و عظم معانيه و معارف الله تعالى و صفاته العلى و أسمائه الحسنى هي أشرف العلوم و أجل المعارف
و إن العارفين بالله تعالى أصحاب القلوب الواعية ليدركوا من هذه الاية العظيمة و أمثالها من كتاب الله تعالى مما يتعرض لبيان أسماء الله و صفاته ما لا يدركه غيره.
المرجع: توضيح الاحكام/الجزء الاول-عبد الله البسام رحمه الله-ص780
الأحد 03 نوفمبر 2019, 10:41 am من طرف راقية العلم
» حكمة اليوم
الأحد 03 نوفمبر 2019, 10:40 am من طرف راقية العلم
» إلى كل غائب .. وغائبة
الثلاثاء 02 يوليو 2019, 3:39 pm من طرف HALIM32
» اختصـــــــــــــر ما تعــــــــــيشه في عبارة قرأتها من قبـل .
الثلاثاء 25 يونيو 2019, 10:35 am من طرف راقية العلم
» لو صرخت باعلى صوت ماذا تقول؟؟
الثلاثاء 25 يونيو 2019, 9:04 am من طرف HALIM32
» الف مبروك لكل الناجحين .
الجمعة 21 يونيو 2019, 8:22 am من طرف راقية العلم
» مـآذآ تكتب على شآطئ البحر ؟
السبت 08 يونيو 2019, 7:50 pm من طرف راقية العلم
» عيد سعيد لكل أعضاء المنتدى الكرام
السبت 08 يونيو 2019, 6:41 pm من طرف راقية العلم
» رمضان كريم1440
السبت 08 يونيو 2019, 6:36 pm من طرف راقية العلم