ّ''''°° لم نــــقول مــــا لا نــــفعــل( النفاق المجتمعي ) ؟ °°''''

من طرف **راقية العلم** الثلاثاء 18 مارس 2014, 6:11 am

بسم الله الرّحمان الرّحيم و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين, محمّد بن عبد الله النبيّ الأمين, المرسل رحمة للعالمين , وعلى آله و صحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

رب اشرح لي صدري و يسر لي أمري و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ,رب إن أصبت فمن عندك وحدك فمنك الخير كله , و إن أخطأت أو

تجاوزت فاغفر لي و لا تجعلني من النادمين .

لقد اخترت له كعنوان :لم نقول ما لا نفعل(النفاق المجتمعي) ؟

يقول جل من قائل:[size=24]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ {الصف:2-3}[/size]

أيّها الأحبة , لسنا الآن في هذا المنتدى بصدد بحث الأمر من منظور ديني و إلا فكما سبق وقلت فالأمر واضح لا يحتاج لنقاش أصلا فالانسان شرعا ملزم بالصدق في القول و العمل في علاقاته الثلاث : العلاقة العمودية مع خالقه عز وجل و العلاقة الأفقية مع الناس أجمعين و ثم العلاقة الداخلية مع نفسه .إنما نحاول بإذن الله مناقشته من منظور واقعي مجتمعي ومن أجل ذلك سأحاول بسط رأيي في الموضوع على أمل نقاشاتكم و آرائكم فيه من خلال تعاليقكم النيرة و ردودكم السديدة إن شاء الله

[size=18.6667]لا يختلف اثنان على أن الواقع الحالي أصبح واقعا تغلب عليه الشكليات و الماديات مما يتوجب معه كثيرا قول الانسان ما لايؤمن به ولا يعتقده .فيضطر في بعض الأحيان لإخفاء بعض الحقائق أو ادعاء أخرى و يفعل في أحيان أخرى أشياء مخالفة لما يقوله بل و لما ينصح به الناس , و يمدح أحيانا من لا يستحق لقاء مصلحة عاجلة أم آجلة و يدعي المعرفة في أحيان أخرى لقاء منصب أو جاه و عموما فإنه أصبح من الكثير أن يعد الانسان فيخلف أو يتأخر و هو يعلم أن الوعد مسؤول , و يقول فيكذب أو يبالغ أو يماري أو يرائي و هو يعلم أن كل هذا منهي عنه شرعا و عقلا و أخلاقا .[/size]

فمن حيث الملاحظة فربما أصبح المشكل جليا وواضحا للغاية .

1: ظروف الحياة :

تتعقد ظروف الحياة يوما بعد آخر فرغم التسارع المضطرد لآليات النقل و التواصل ورغم التطور الملحوظ في مجالات الخدمات يجد الانسان نفسه غالبا في مواقف يضره فيها الاعتراف بالخطأ فيضطر للتحايل و الكذب

سؤال للنقاش : هل تعتقد أن تعقد أحوال الناس و التطور المجتمعي الحاصل سبب رئيسي للنفاق المجتمعي ؟

2:نقص المعرفة بالدين :

قد لا يتصور الكثيرون أن "كذبة بيضاء" قد تهوي بالانسان في نار جهنم لسنوات ,و قد يقلل هؤلاء من تأخر عن موعد أو قول شيء في شخص لا يتصف به لقاء مصلحة ما ,لكن لو افترضنا جدلا غياب هذه المعرفة كعذر فهل يعذر الانسان لجهله بأمور أبسط ما يقال فيها أنها بديهية ,أليس الانسان مجبولا على البحث في أمور دينه كما يبحث في تحسين أمور دنياه أو أكثر؟

سؤال للنقاش: هل تعتقد أن هناك تقصيرا من العلماء و الهيئات العلمية في توضيح مخاطر النفاق المجتمعي ؟

و عليه :هل تعتقد أن نقص الوازع الديني يفسر انتشار هذه الآفة ؟

3: ضعف التربية و تساهل المجتمع

و أقصد هنا التربية الفعلية و العملية و ليس التربية النظرية و القولية فالطفل عندما يتلقى كلاما كثيرا و يرى فعلا يخالفه من طرف قدوته ( ابيه -أخيه الاكبر- معلمه .. الخ) يتعلم تلقائيا ما سميناه بالنفاق المجتمعي , لكن إن رأى الصدق في أفعال قدوته رأي العين و تابعها لسنوات فأظن أنه من المستحيل أن ينشأ على غير الصدق في القول و الفعل .كما أن تساهل المجتمع مع هذه الظاهرة لكون الغالبية يتصفون بها تجعل من الملتزم بأقواله شخصا غريبا , فأصبح الواحد منا إن أراد مقابلة شخص ما على السابعة مساء يخبره بأن يلتقيا على السادسة و النصف و هكذا تكيفنا مع ما يجب علينا محاربته في الاصل .

سؤال للنقاش: ما رأيك في دور الأسرة و المدرسة في الحد من هذه الظاهرة الذميمة ؟

من كل ما سبق يمكننا القول بأن مجتمعا تستشري فيه الأمية بشكل مهول و تنقص فيه أدوات الوعظ و الارشاد و تنعدم فيه مساءلة المجتمع ورقابته , هو مجتمع تتوفر فيه كل الشروط الضرورية لانتاج أناس منافقين , كذابين و محتالين . فيصبح الاستثناء هو الشخص السوي القويم بل ويكون غالبا كالغريب بين أهله و ناسه .

و عليه فإن الحل هو بالأساس و أولا : أن يكون كل شخص صادقا مع نفسه أولا فيجبرها على احترام البديهيات من الأخلاق و السلوك و المعاملات و لا يترك لها حرية جره إلى النفاق و الكذب . و أما غير هذا بتحميل ظروف الحياة المسؤولية أو بالادعاء بعدم المعرفة أو بكون المجتمع بهذا الشكل فهي مبررات أكثر منها أسبابا و الله أعلم .

إذن فلنبدأ بأنفسنا , فلنحترم ما نقوله و ما نؤمن به , فلنحترم مواعيدنا , فلننبه من يتأخر عن سداد واجبه و لا نكن من الصامتين الذين لا يغيرون أنفسه و لا يغيرون من حولهم .

سؤال للنقاش : ما هي الحلول التي تعتبرها ناجعة للحد من هذه الظاهرة أو التقليل منها على الأقل ؟

إلى موضوع جديد بإذن الله الواحد الأحد

فإن خير الختام صلاة و سلام على نبي الرحمة و السلام , اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على أبراهيم و على آل ابراهيم و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .