العنف المدرسي والانتحارات الاستعراضية تطال الثانويات

قام تلميذ بمحاولة انتحار استعراضية، داخل ثانوية في غليزان، بعد ما حمل قارورة بنزين مهددا بحرق جسده، كما اعتدت سيدة على 4 أساتذة في متوسطة ابنتها في أم البواقي مسببة لهم جروحا. وبالنعامة اعتدى ولي تلميذ على مدير مدرسة ابتدائية، وهي حوادث تؤشر لتطور العنف المدرسي، وبلوغه مستويات مقلقة، لاسيما مع انخراط الأولياء في الظاهرة.
 شهدت أول أمس مدينة وادي ارهيو بغليزان، حادثة مدوية كان متقن "هواري بومدين" مسرحا لها، عقب إقدام تلميذ ثانوي على محاولة إنتحار فاشلة داخل المؤسسة التربوية، حيث هدد بإضرام النار في نفسه بواسطة مادة البنزين بسبب مناوشات لفظية بينه وبين أحد الأساتذة، ولحسن الحظ تدخلت مصالح الأمن لإقناع التلميذ بالعدول عن فعلته. 
وحسب ما تسرب لـ"الشروق" من معلومات فإن الحادثة، أحدثت حالة من الهلع والفوضى العارمة وسط التلاميذ الذين شاهدوا فصولها على المباشر وهم تحت الصدمة لما بدر من زميلهم الذي كان في حالة هيستيرية عارمة .
وإستنادا لمصادرنا، فإن مصالح الأمن مرفوقة بعناصر الحماية المدنية حضرت إلى المؤسسة التربية عقب تلقيها بلاغا بالحادثة التي أربكت الطاقم الإداري والتربوي، خصوصا وأن التلميذ لم يستجب في بداية الأمر لنداء أساتذته لرمي قارورة البنزين وعدم إيذاء نفسه إلى أن تم حضور رجال الأمن الذين عرفوا كيف يقنعوه بالعدول عن محاولته بالإنتحار، حيث تمت مرافقته إلى مصلحة الإستعجالات، أين أخضع للكشف الصحي للتخلص من آثار الصدمة والقلق النفسي الذي كان يعيشه التلميذ، بينما فتحت مصالح الأمن تحقيقا في الحادثة بعد الإستماع لأقوال التلميذ بحضور ولي أمره.
وقد رفضت إدارة المؤسسة الإدلاء بأي تصريح حول الحادثة التي هزت القطاع التربوي بغليزان، وتعد الأولى من نوعها التي لم يسبق وان شهدها القطاع، حيث لاتزال تتضارب المعلومات حول سبب إقدام التلميذ على محاولته هذه خصوصا داخل المؤسسة التربوية، وقالت مصادر ان سببها هو عدم إستجابة إدارة المتقن لاحتجاج التلميذ عن ما وقع له مع أحد الأساتذة. وما يدعو للقلق هو تمكن التلميذ من إدخال قارورة البنزين إلى المؤسسة التربوية.
كما قامت ولية تلميذة، تدرس بالمتوسطة الجديدة ببلدية قصر الصبيحي بولاية أم البواقي، صباح أمس بمهاجمة مجموعة من الأساتذة حاملة هراوة خشبية، وأصابت أربعة منهم بجروح مختلفة، فيما تمكنت مجموعة من الأستاذات السيدات من الإفلات وبأعجوبة من قبضة الولية التي ثارت ثائرتها وتحولت إلى الهيجان بسبب محاولاتها العديدة والمتكررة لإعادة ابنتها التلميذة إلى الدراسة في السنة الرابعة متوسط التي فصلت بشكل نهائي عن مواصلة الدراسة بحجة ضعف المعدل السنوي وتجاوز السن القانوني، الأمر الذي لم تتقبله ولية التلميذة التي لم تتوان ونتيجة حالة الغضب الذي كان يتملكها باقتحام القاعة الخاصة بمجلس الأساتذة والإعتداء على كل من صادف طريقها من الأساتذة.
وفي مدينة المشرية بولاية النعامة، تعرض أول أمس، مدير مدرسة ابتدائية للضرب من طرف والد تلميذ وتكسير نظاراته الطبية، المعتدي ثار بعد أن منعه المدير من الوصول إلى حجرة التدريس، خاصة وأن الوقت لم يكن مناسبا لزيارة الأستاذ، كون الساعة كانت تشير إلى 8 والنصف حسب مصادرنا، حينها حاول الولي الدخول بالقوة لتقع الواقعة، في حين تقدم مدير المدرسة بشكوى للمصالح المختصة.